موضوع: اتقان العمل الثلاثاء أبريل 29, 2014 1:26 am
إتقان العمل … وآدابه وحقوق العامل . إن قواعد الإسلام وسلوك الأنبياء، ومنهج الصالحين من المؤمنين على وجوب العمل واكتساب المال من وجوه الحلال للإنفاق منه، والارتقاء به، فبالمال يقتات الإنسان ويكتسي، ويربي عياله، ويصل رحمه، ويحفظ عرضه، ويصون دينه، ويزود عن وطنه، ويصطنع الرجال، ويستغني عن السؤال ويحيا عزيزاً كريماً، ويموت جليلاً حميداً.ولهذا نجد أن الإسلام يحض على العمل، ويحث على السعي والكسب، ويأمر بالانتشار في الأرض للنيل من فضل الله والأكل من رزقه قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ (الملك: من الآية15)وعن ابن عباس قال سمعت رسول الله e يقول من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفورا له".. وعن المقداد t عن النبي e قال: "ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داوود عليه السلام كان يأكل من عمل يده".ولقد ضرب الأنبياء عليهم السلام المثل في السعي والعمل، وكانت لهم حرف يرتزقون منها ومن أمثلة ذلك: · كان آدم عليه السلام حراثا.· وكان داود عليه السلام صانعا للزرد والدروع.· وعمل موسى عليه السلام أجيرا عند الرجل الصالح في الرعي.· وعمل رسولنا محمد r في الرعي والتجارة.واجبات العامل المسلم:1) أن يكون قوياً أميناً: والقوة تتحقق بأن يكون عالماً بالعمل الذي يسند إليه وقادراً على القيام به، وأن يكون أميناً على ما تحت يده، قال الله تعالى: إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ( القصص: 26. )والبلاء الذي ينزل بالأمة ينجم من فقد هذه الصفات، فالأعمال - وخاصة التي تتحكم في مصائر الشعب – تسند لذوي القربى والمحسوبيات ولو كانوا لا يعرفون شيئاً عن العمل، أو انعدمت عندهم الأمانة فيشقى الناس بهم .2) إتقان العمل: فالإسلام يحض المسلمين على الإتقان في كل جوانب حياتهم وسائر أعمالهم، قال رسول الله e: " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ".فالعامل المخلص المتقن: هو ذلك الإنسان الحاذق لصنعته وحرفته والذي يقوم بما يسند إليه من أعمال ووظائف بإحكام وإجادة تامة، مع المراقبة الدائمة لله في عمله، وحرصه الكامل على نيل مرضاة الله من وراء عمله، وهذا النوع من العمال والموظفين لا يحتاج إلى الرقابة البشرية؛ والبون شاسع بين من يعمل خوفا من إنسان، يغيب عنه أكثر مما يتواجد، وخداعه ما أيسره.. وبين آخر يعمل تحت رقابة من لا يغيب عنه لحظه، ومن لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.. والمجتمعات الإسلامية في تعطش وظمأ لهذا النوع من العمال والموظفين المخلصين المتقنين لأعمالهم؛ لكي تنهض من كبوتها وتتقدم من تخلفها، وتصير كما كانت في سالف عهدها، خير أمة: كنتم خير أمة أخرجت للناس… آل عمران: 110.3) التوكل على الله: فالمسلم في سعيه يجب عليه أن يحسن التوكل على الله ثم يأخذ بالأسباب، فقد مر عمر بن الخطاب بقوم. فقال: من أنتم؟ قالوا: المتوكلون، فقال: أنتم المتأكلون، إنما المتوكل رجل ألقى حبة في بطن الأرض وتوكل على ربه".4) التجمل في طلب الرزق: والمسلم يمارس العمل في حكمة وأناة وتعفف وتجمل، ويوقن أن رزقه لن يفوته، قال رسول الله : "..لا يستبطئن أحد منكم رزقه، فإن جبريل ألقى في روعي أن أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه، فاتقوا الله أيها الناس وأجملوا في الطلب، فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله، فإن الله لا ينال فضله بمعصيته".
ابو يزن Admin
عدد المساهمات : 210 تاريخ التسجيل : 20/12/2013 الموقع : خميس مشيط
موضوع: رد: اتقان العمل الجمعة مايو 02, 2014 4:51 am