الجودة...........

يُعرف البعض الجودة على أنها جودة الخامة أو جودة الصنع أو المتانة أو الشكل الجيد و غيرها من المعاني التي تمثل أجزاء متفرقة من مفهوم الجودة الشاملة بمعناها الواسع و الذي يتمثل في قيام فريق العمل بأداء المهمات المتطلبة منهم بشكلٍ صحيح بأقل عدد من مرات الخطأ و الحرص على تلبية متطلبات العميل بالشكل الذي يحقق له الرضا عن المنتج و العمل على التحسين المستمر في الإنتاج و تطبيق أعلى المعايير الخاصة بالجودة في المنتج.


و تتمثل أهمية الجودة الشاملة في تقليل التكلفة التي يمكن أن تنتج عن الخطأ أو الإهمال أو عدم تحقيق الأهداف المطلوبة من المنتج، كما تساهم في تقليل الوقت الضائع كذلك من خلال تطبيق معايير الرقابة على الجودة بحيث تشمل جميع مراحل العملية الإنتاجية و بحيث يشترك فيها جميع العاملين و بشكل يرفع مستويات التعاون و الجماعية في العمل مع غرس ثقافة الاهتمام بالعميل.


و للتمكن من تحقيق أهداف الجودة الشاملة في العمل يفيد في هذا الشأن عمل دورات تدريبية للعاملين و تدريبهم على كيفية التعامل الفعال مع ما قد يعترضهم من مشكلات أثناء العمل بما يساهم في تقليل العمليات التي قد تكون لا داعي لها أثناء العمل و بما يوفر زيادة في معدلات تحقيق أهداف الشركات و المؤسسات بشكل متميز.


كما يمكن أيضاً الاستعانة بالخبرات الخارجية متمثلة في المستشارين و بيوت الخبرة في مجال تطبيق معايير الجودة الشاملة و كذلك فلا يجب نسيان أهمية دور التحفيز الدائم للعاملين بالمؤسسة سواء على التعلم و إتقان مهارات العمل أو على تطبيق معايير الجودة و تشجيع التفكير الناقد و الابتكار فيما يمكن أن يساهم في تحسين منظومة العمل بشكل عام.


و لا يمكن نسيان دور البحث العلمي في تطوير منظومة الجودة في العديد من المؤسسات و الذي يعمل على حل المشكلات التي تواجه سير العمل كما يعمل على تطوير منظومة العمل بشكل عام من خلال الأفكار الخلاقة و التي تساعد على التغلب على أوجه القصور التي تؤثر على سيرورة مراحل عملية الجودة الشاملة.


و تشتمل إدارة الجودة الشاملة كذلك على إمكانية تفويض بعض الصلاحيات في مجال اتخاذ القرارات الهامة و بما يسهل من طبيعة و سيرورة آليات العمل في المؤسسة بشكل أكثر سلاسة و يضمن تلبية متطلبات العمل و الرقابة على جودة كل مرحلة من مراحل العمل.


إن تطبيق معايير الجودة الشاملة لم يعد رفاهية مع تزايد حدة التنافس التجاري و اتساع آفاق الأسواق و ظهور الكيانات و التكتلات الاقتصادية الكبرى فقد أصبح من الضروري أن تركز المؤسسات على خلق و تعزيز المسؤولية بين جميع العاملين في المؤسسة و لابد من البدء من الإدارة ذاتها و بما يساهم في تحقيق المؤسسات لأهدافها بشكل فعال و بما يمكنها أيضاً من البقاء في سوق المنافسة.